الاثنين، 11 يوليو 2011

حرائق - Incendies


ملاحظة:  الفيلم كان ضمن مهرجان الفيلم الفرنسي العربي الذي جرت فعالياته في عمان؛ الأردن.


حرائق
تلك التي تشعل لهيبا لا يطفئ في الجسد والروح
حرائق حرب أهلية وأخرى طائفية
حرائق لهب أشعلت بلدا بأكملها وشردت الألوف ولما تزل لم تنطفئ بعد
حرائق فيلم كندي يحكي عن الحرب الأهلية اللبنانية، بغرض استكشاف ماض لأم لا تتحدث كثيرا، يمضي ولداها في رحلة بحث عن جذور حياتها قبل أن تهاجر إلى كندا.
تتوفى لأم تاركة ٣ رسائل... واحدة لولديها التوأم-صبي وفتاة- وأخرى لابن آخر لا يعلمان عنه وأخيرة لأب لم يرياه في حياتهما.
نتعرف بعد بداية الفيلم بقليل على نوال وهي صبية لبنانية مسيحية تستعد للهرب مع حبيبها الفلسطيني في زمن سابق للحرب الأهلية في لبنان...يقتل الفتى على يد عائلتها فيما تنجب نوال فتى نتيجة لهذا الحب وترسل به جدتها إلى الملجأ بعد آن تكون قد وشمته في كعب قدمه لتستدل عليه والدته فيما بعد.

تغادر نوال للدراسة في المدينة ومن ثم تعود للجنوب للبحث عن ابنها حين تلوح نذر الحرب الأهلية في الأفق وينقلنا الفيلم بين أحداث حياة نوال وبين سفر الابنة إلى لبنان وهي القادمة من مكان بعيد جدا على حد قولها للبحث عن ماضي هذه الأم التي لم تكن تتكلم كثيرا... تعرف الابنة أن الأم كانت حبيسة سجن في الجنوب ويقودها البحث لزيارة القرية التي ترعرعت فيها الأم لتجد الجميع يرفضون ذكر اسم هذه المرأة التي لطخت اسم عائلتها بالعار.
تصل نوال متأخرة فقد هوجم الملجأ واختطف الأولاد جميعا من قبل أحد الفصائل المتحاربة، تتخلى نوال عن صليبها لتركب باصا يبدو أن راكبيه مسلمون فيما تسترجع الصليب بعد أن يقتل جميع الركاب على يد فصيل مسيحي يضع أفراده صورة العذراء على بنادقهم. فعلت نوال ذلك لتنقذ فتاة صغيرة من مصير القتل مدعية بأنها أمها ولكن بكاء الفتاة على أمها الحقيقية فضحها لتلقى ذات المصير ويحرق المسلحون الباص بمن فيه تاركين نوال وحدها. برأيي كان هذا أقسى مشاهد الفيلم ويعبر عن وحشية الحرب الأهلية اللبنانية.
تتمكن نوال من العمل كمعلمة لأطفال زعيم الفصيل المسيحي وتنجح في اغتياله لتنقل إلى سجن الكفاريات؛ تتابع الابنة مسيرة أمها لتتعرف على حارس مدرسة أمضى فترة من حياته سجانا هناك – وهو الدور الذي لعبه الفنان الأردني نبيل صوالحة. يخبرها السجان أن أمها حملت الرقم ٧٢ في السجن وبأنها كانت معروفة باسم المرأة التي تغني. يكشف لها حقيقة الاغتصاب المتكرر الذي كانت تتعرض له أمها في السجن من سجان يدعى أبو طارق. يخبرها أن الأم أصبحت حاملا في النهاية ويدلها على ممرضة تولت عملية الولادة. تخابر جان- الابنة- أخاها ملحة عليه بضرورة القدوم فالموضوع لم يعد سهلا.
تنجب الأم في الحبس وبدل أن تتخلص من الطفل تحتفظ به الممرضة إلى أن تخرج وتسلمها إياه. يظن الولدان أن لهما أخا آخر ولكنهما يدركان بكل أسف أن الطفل ما هو إلا طفلان في الحقيقة وليسا إلا ثمرة اغتصاب!.
ينصرفان بعد ذلك للبحث عن أخيهما الأكبر الذي يعرفان بأن اسمه “نهاد” ويلتقي الأخ بقائد الفصيل الذي اختطف الأولاد من الميتم ليعرف منه الحقيقة المروعة!.
"واحد زائد واحد يساوي اثنين
ماذا لو كان واحد زائد واحد يساوي واحد؟" يقول سيمون لأخته التي تدرك الموضوع في لحظة حقيقة مرة لتنخرط في بكاء مرير!.
تقترب نوال من حافة المسبح.. يجذبها الوشم الذي يميز ابنها الأول تخرج من المسبح تنظر لوجه الشاب الذي لم يعرفها
هل تريدين شيئا سيدتي
لا – تجيب
ينظر إليها صاحب الوشم... "أبو طارق"
جلادها ومغتصبها هو ابنها الذي أمضت عمرها تبحث عنه
وهو والد ابنيها التوأم
وهكذا يصبح واحد زائدا واحد هو واحد لا اثنان-لقد تغيرت المعادلة.
وفي النهاية... يعرف الابنان أن الأخ-الأب قد هاجر إلى كندا... يبحثان عنه ليسلماه رسالة أمهما إليه وقد عنونت إحداها بالابن وذيلتها بأمك التي تحبك والأخرى بالأب وذيلتها بالعاهرة رقم ٧٢.
الفيلم على الصعيد الإخراجي ممتاز جدا ومشوق؛ بالرغم من اعتماده على تقنية الفلاش باك فقد نجح في جعل المتلقي مشدودا إلى متابعته ولكنه أخفق في نقطة أن الممثلين لم يكونوا لبنانيين فخسرنا كمشاهدين عرب سحر اللهجة ووقعها وهي التي كانت خليطا من العراقية والمغاربية وصدقا لم أستطع أن أفهم كلاما كثيرا بالعربية! الأمر الذي جعلني أتمنى معه لو كان كل الفيلم بالفرنسية. النقطة الأخرى أن التصوير تم في الأردن وشتان بين الجنوب الأردني واللبناني! ربما اعتبر المخرج الكندي أن الفرق ليس بذي أهمية لمتلق غربي ولكن كما علق ناصر في نهاية الفيلم:
شكلنا جايين نحضر فيلم عن عمان مش لبنان!.


هناك 17 تعليقًا:

sozan يقول...

شوقتيني لحضور الفيلم السرد رائع وممتع :)
لا طولي علينا مشتاقين!

نيسآان يقول...

اخ من الحرب ومآسيها....كأنه ناقصنا وجع قلب؟
مش لو حضرتي فيلم من النوع اللي البطل فيهم بيتجوز البطله في اخر الفيلم...مش كان احسن الك والنا؟؟؟؟

Unknown يقول...

sozan

أكيد بتلاقيه عالنت جربي احضريه بس جهزي حالك لوجع القلب

naysan
زهقت منهم أفلام النهايات السعيدة شكلو فيش منهم ع أرض الواقع :)

لبنــــــــــى يقول...

وجعتلي قلبي بالنهاية و السرد الممتع مياسي . و شوقتيني احضر الفيلم . يمكن انا في فترة ما قريت كتير عن الحرب الاهلية و من اللي قراتوا كتاب كان ممنوع اسمو دموع الله و بيشمل كمان الفدائية و حضرت افلام وثائقة فرنسية خاصة عن هادا الموضوع بس اكيد مترجمة .. لكن متل هيك ما شفت
شكرا لانك دليتيني على شي احضروا مع اني ما بحب وجع القلب :(
اشتقنالك يا صبية

Unknown يقول...

جفرا
الفيلم بيوجع القلب فعلا!
بتضلي تسألي حالك ليه هيك؟ البشر ممكن يكونو بشعين ويغطوا بشاعتهم بأشياء مختلفه
لا دخيلك دوريلك ع اشي يفرفرح بهالشوب
ممكن رابط تحميل الكتاب الممنوع اذا في مجال؟

sheeshany يقول...

شوقتينا كثير بصراحة!

غير معرف يقول...

To be honest with you , I can't watch it.. I have lived the wars, witnessed its heart wrenching losses and miseries.. I have a full movie running always in my head that I can not erase!!..

Miss you teslameeli, hope all is well with you :)

Unknown يقول...

Noura

as they say, reality is worse than fiction sometimes
u do not have to watch it my dear, hope God help u with what u have already!

I am good good, Surviving as always:))
Wishing u all the best dear Noura, still n Lebanon?

نورنياتي يقول...

مابحب قصص السجن
مابحبها
مابحبها
مابحبها
عندي عقده منها
لااااااااااااااااااا يا مياسي لااااااااااااااااااااء
مابدي مابدي مابدي مابدي
والأشي الأغرب إني قرأتها لآخرها
بس قرأتها على دفعات

زكرتني في رواية شرفة العار يلي بدورها زكرتني بأبو غريب
ماااااااااااابدي مابدي

ايناس يقول...

بتعقدني هاي الافلام
بس هندي الي كاتب القصة شكلو .

غير معرف يقول...

la2 ya 3eini, my vacation is over. I enjoyed my stay in Beirut, and miss it a lot already..

I am glad you are doing well, I was hoping you answer that you were flying and not only surviving :)

See you around :)

Unknown يقول...

@نورنياتي

ول ول ول خلاص يا ستي لا تغلبي حالك!
بس ما حكيتيلنا شو رأيك؟ :)

@إيناس
صدقي فكرة الهندي هاي ما خطرت ببالي؟

@Noura
hehe, so no bad luck n trip 2 lebanon as usual?
nice to hear that :)
flying?!!
surviving is fair enough believe me :)

ستة وسبعين يقول...

الفيلم شكله حلو
أحب أقرا وأشوف تراجيدي ومأساة
أحس أحمد الله على النعم اللي أنا فيها ..


تحياتي

Unknown يقول...

ستة وسبعين

الحمدلله حمدا كثيرا

غير معرف يقول...

محمد من السعودية
شفت هالفيلم وشفت جانب أخر من لبنان
الحروب الأهليه التي لم أكن أعلم عنها شيء الا اسمها فقط
بحثت في النت عن حروب لبنان الأهليه
وكل ماأتعمق بالقراءة عقلي يتوقف عن التفكير وأجد صعوبة في استساغة مايدخل عقلي في مدى معاناة لبنان وشعبها
تبّا للمسلسلات التي أخفت تاريخنا
تبّا للإمبريالية والعنصرية والطائفية
تبّا لكل إنسان لايوجد لدية ذرة رحمة
العالم العربي عانى معاناة لم يعانيها احد في العالم
ومن سيبحث في التاريخ كثير سيجد أنه ليس مثلنا أحد
أتمنى أن تتيح لي شرف زيارة لبنان

Unknown يقول...

أهلا بك محمد

يمكنك أن تقرأ كتاب روبرت فيسك: ويلات وطن
الكتاب يشرح لك تاريخ الصراع في لبنان منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن.

غير معرف يقول...

اظنه كان مقصوداً ان لا يكون المكان مجهولاً ولهذا تم تمويه اسماء القرى وخلط الأمكنة بين عمّان وجبال تشبه الجنوب اللبناني واستخدام لهجات عربية متعددة. هذه قصة حرب وطائفية قد تحدث في اي مكان في المنطقة العربية، وما يحصل في العراق وسوريا ومصر والبحرين وغيرها لا يختلف كثيراً عن ما حدث في لبنان ويحدث فيه اليوم