منذ بداية الأسبوع الماضي وكلما تصفحت موقع عمان نت الإخباري كل صباح يطالعني تقريبا ذات الخبر:
" انتحار عشريني"، "انتحار أربعيني"، "انتحار ثلاثيني"!!
الطرق مختلفة؛ منهم من أطلق النار على نفسه ومنهم من رمى بنفسه من برج عال وغيرهم من اختار السم لإنهاء حياته وهكذا.
غريب أن تزداد معدلات الانتحار في بلد صنف من أقل البلدان من حيث معدلات الانتحار في العالم. الأغرب أن الانتحار هو موضوع غير مقبول لدينا لا في الشريعة ولا في المجتمع حتى!! الانتحار ليس موجودا حتى كثقافة مجتمعية لدينا مقارنة باليابان مثلا التي يعتبر فيها الانتحار نوعا من التكفير عن ذنب لا يمكن إصلاحه- يمكننا أن نتذكر المحقق كونان على سبيل المثال؛ هل يذكر أحد كم حوادث الانتحار التي في هذا المسلسل الذي يفترض أنه يخاطب الصغار في السن، المسلسل يعرض لنا حالات انتحار حتى لطلاب صغار في المدرسة!!
مقارنة باليابان يفترض أن الثقافة الإسلامية تحرم الانتحار وتعلي من شأن الحياة. حتى في مجتمعنا لا ينظر إلى المنتحر بنظرة تقدير أو احترام أبدأ.؛ المنتحر شخص قد خالف أوامر الله بالحفاظ على نعمة "الحياة" التي وهبها الله لعباده ولذا يستحق الطرد من رحمة الله.
لماذا إذن ننتحر؟
هل ذلك بفعل الضغوطات المتراكمة؟ أم لأسباب مادية؟ هل العامل النفسي هو السبب؟ هل الإعلام هو المتسبب في ذلك؟ نعم الإعلام الذي يروج للانتحار في مسلسلاته وأفلامه سواء كان تبريره لذلك بالفشل العاطفي أو المادي. هل قلة الوازع الديني تلعب دورا في ذلك؟
ربما سنقول الحياة صعبة؛ ومنذ متى لم تكن كذلك؟!!
أعتقد أن الحياة كانت صعبة على الدوام ولكن ما اختلف هو إيماننا بقيمتها. نحن الآن ورغم كل التقدم والتواصل التقني والتكنولوجي ننكفئ على ذواتنا أكثر. تكبر أفكارنا السلبية بيننا وبين أنفسنا؛ نركز على مشاكلنا فقط-وهذا نابع طبعا من تأثرنا بالعولمة وأفكار السوق الحر. وفي النهاية نصنع لأنفسنا عالما داخليا مستقلا منفصلا عن ما حولنا. هذا العالم الذي لا تتواصل فيه مع أحد إلا نفسك لا يوصلنا إلى مكان محدد في الغالب إلا من رحم ربي. مع كل هذا الضغط نسينا أن هناك قوة تحكم الكون وتسيره. ربما لم ننسها ولكننا لم نعد نؤمن بها كفاية. نعرف أن الله موجود ولكن لو خاطبنا أنفسنا بصدق: ما مدى إيمانك بخالقك وتوكلك عليه؟ ما مدى ثقتك بغدك وقدرتك على التغلب على خوفك الداخلي؟ بالنسبة لي وعن نفسي لا أستطيع أن أجزم بذلك.
لن أقول بأني لم أفكر بالانتحار مرات؛ نعم لقد فكرت؛ أحصيت المرات ووجدت أنها في حياتي كلها لم تبلغ ربما عشرا. ماذا كان السبب؟ أعتقد أن السبب الرئيسي هو الخوف من الحياة ومواجهتها لا شيء آخر!! هل يستحق السبب الانتحار؟ لا أعلم ولا أناقش الآن وضعي من ناحية دينية ولكني الآن أتحدث عن شعوري وبصراحة.
"الانتحار حل دائم لمشكلة مؤقتة"
عبارة سمعتها يوما في فيلم أجنبي ما وأعجبتني. وماذا لم لم يكن كذلك لأناس أخرين؟ منذ أيام نشرت وكالة بترا تقريرا عن الانتحار في الأردن. أحد الشباب الذين تحدث عنهم التقرير أفاد بأنه حاول الانتحار مرار وتكرارا. وعلى الرغم من محاولاته الفاشلة هو سيعاود الكرة من جديد!! الشاب ما زال يرى أن مشكلته دائمة ويختار الانتحار حلا أبديا لها.
عندما كنت على مقاعد الدراسة وتحديدا في المرحلة الإعدادية. أقدمت فتاة في مدرستنا على الانتحار. أفلحوا في إنقاذها بعد غسيل المعدة ولكن لقب "بانادول" ظل يلاحقها إلى الأبد. فيما بعد، انتقلت الفتاة لتكمل دراستها في بلدها الأصلي، خطبت وتحدد موعد زواجها. توفيت في حادث سيارة مفاجئ على باب كليتها وماتت تحت تأثير العملية. بعد سنوات؛ كنت أتحدث مع فتاة أخرى لا تعرفها فذكرت لها القصة، علقت بأن: "آخرتها كانت رح تموت بدري؛ هيك ولا هيك! ما بعرف الناس ليش مستعجلين؟!!"
الخلاصة؛ الواقع أن الهدف من هذه التدوينة هو شيء مختلف تماما عن كل ما ذكر أعلاه. الحقيقة أني أردت أن أسأل وبصراحة زوار هذه المدونة:
-هل فكرت يوما بالانتحار؟
-إذا فكرت ماذا كانت أسبابك؟ وهل أقدمت على ذلك؟
-حسنا هل لا زلت تفكر في ذلك؟
لأني أعرف أن الموضوع سيكون حساسا ولربما سيمتنع البعض-إن لم يكن الكل- عن الإجابة. سأمكّن الإشراف على التعليقات. إذا أردت أن تحتفظ بهويتك مجهولة يمكن استخدام صيغة المجهول في التعليق. رجاء ليس الهدف هنا هو "التعليق" الديني. بمعنى لا أتوقع أن تجيب بأني لم أفكر لأن هذا لا يصح أو يجوز، فقط اكتب لي ما فكرت به دون قيود. إذا شعرت بالرغبة في الإجابة أجب وإلا فيمكنك التعليق على الجزء الأول من التدوينة كما ترغب مع ملاحظة تحديد الجزء الذي ستعلق عليه.
اكتب مدون أو مدونة رجاء بجانب الرد.
إذا تشجع أحد وأجاب على أسئلتي-مع أني لا أتوقع ذلك صراحة- أنشر تحليلا للإجابات مع إغفال الأسماء طبعا التدوينة القادمة.
بانتظار الإجابات.
نشر على: حبر.كوم
هناك 13 تعليقًا:
Why did you choose to write about this particular subject on the first of the month ya3ni ?
I had an incurable :) feeling you will not publish my comment.
Take good care of yourself, and talk to someone. I mean that sincerely
Aspirin
mmmm the subject has nothing to do with the begining of the month
just came into my mind
regarding part 2 of ur comment
well i am publishing it now:D
it is just that i am collecting answers that is all
do not worry about me, i do not have any suicidal intentions
thanks for ur advice and welcome into my blog
looking forward to see u here all the time :)
الحمدلله يا مياسي ولا عمري فكرت بالإنتحار
ممكن فكرت أهرب أو أغير أسمي في مرات معينة ، لكن أنتحر شيء صعب جدا ولم يخطر ببالي أبدا
برأي الوصول لمرحلة الإنتحار يعني طريق مسدود تماما ، فتفضيل الموت على الحياة لا يأتي إلا إذا فقد الشخص كل مبررات وجوده فيها
Mayyasi
I was not referring to those comments, but that's OK. And I do understand about collecting answers
:)
Aspirin
well, u wrote ur note comment here, so i thought that u were talking about this one :D
any way i answered ur comment there, the moderation seems to apply to all posts :-S
regarding collecting answers
i talked about doing some kind of stats. for the answers
so u see the answers are stored till i see the variation :)
fadeh mush hek?
ba3rafish iza fadyih wila la2 :) . bas I am surprised you're still awake la hala2. I though you will be asleep by now.
I reading some of your posts, you really have a way of telling a story ya Mayyasi, nice style, but also 3ambasma3 la oghniyt Angham hadi, the one you have in your page, it's the first time I hear it, I like it a lot, and, ummmm... I don't want to get deeper into this; but to say the least; it's keeping my company reading your posts.
Thanks for sharing, the song, and what you write about, and for :)
Aspirin
do not b surprised
usually sleep at this time lately
which is bad by the way, for getting up early became a very hard task to do
u are awake too:D or should i assume that ur time zone is different?
thanks for the complement about writing a story:D 4 i begin to feel like this gift is about to be gone:)
Angham is one of my prefered singers, i refer to her all the time
hope u enjoy the song and the posts, i guess blogging is about sharing after all right?
Yeah I am on a different time zone; it’s early evening here, Monday.
So you have to work in the morning today, Tuesday ya3ni?
Aspirin
yes i have to work tuesday tommorow
so nighty for me and good evening to u
Hi Mayyasi keefik
I wonder why nobody have commented so far on your outstanding post, not unless some have and you are working on something with their comments, as you mentioned to me few days ago.
I just read the post you referred to, on 7iber.come. My understanding is that nobody had commented yet on your subject. If that is the case, why do you think the reason is?
I believe it has to do with religion, because you just can't talk about suicide and not touch on religion, at least in my case.
I have written a comment for you on that subject, but then I found myself caught up with the religion issue, and I just don't want to offend anyone, nor myself for that matter, so I am writing this.
Regardless Mayyasi, you have the courage to write about a taboo subject, yet, very important and realistic, and I genuinely admire you for that, a lot
Aspirin
Thanks for following up here:D
about comments, so sorry i was so busy this weekend that i had no time to do the study
but actually there were comments and various ones too :D
so after all some ppl had courage to comment and share their experience
well, remember how i asked people to comment with discussing religion, it is well known fact that Islam forbids it and life is a gift
by the way it was not easy for me to handle this issue but i did any way, it is a fact we had to discuss right?
if u have any opinion u are free to express it, u know contradictions can shed a light on hidden issues some times
welcome again aspirin really appreciate your feed back
لست أؤيد الانتحار أبداً، لكنني أرى أنه من الصعب الحكم من بعيد على شخص قرر اللجوء إليه. النفس شيء معقد جداً، وفي دراستي الجامعية للصيدلة تعرفت على أدوية من أعراضها الجانبية المدروسة علمياً رفع الميول الانتحارية لدى المريض. هناك جانب بيولوجي قوي، مع أنني أؤمن أن الحال كذلك بالنسبة لكل المشاعر البشرية.
نعم، فكرت بالانتحار جدياً- لفترة ثلاث سنوات أو أكثر من سني مراهقتي كانت هذه هي الفكرة المسيطرة على عقلي كلياً، كحل لكآبة أرى الآن بوضوح أنها كانت مرضية وبحاجة إلى علاج. أنقذني مزيج من جبني وتدخل صديق وتمسكي بالإيمان الذي كنت أعتنقه، لكنني لم أشف إلا عندما تقبلت كآبتي بدل من محاربتها، وتفحصتها في مواجهات موجعة بدل من تغطيتها بضمادات مؤقتة. كانت رحلة طويلة ومؤلمة... وجميلة حقاً.
الآن يمكنني أن أقول بصدق أنني لم أفكر بالانتحار ولو من بعيد منذ زمن، لأن في الحياة خيارات لا تنتهي ومن المستحيل أن تُستنزف. ولأن الكون واسع ومذهل، على مستوى الدقائق والموجات غير المرئية وعلى مستوى النجوم العملاقة، غوصاً في تفاصيل خلايا إنسان واحد أو خروجاً إلى مجرات بعيدة ملايين السنين الضوئية. ولأن خوفي الأكبر هو عدم الوجود. الألم أفضل من عدم الوجود. الفراغ أفضل من عدم الوجود. عيش كذبة أفضل من عدم الوجود. أيُّ شيء أفضل من لا شيء على الإطلاق.
إرسال تعليق