تنبيه: مجموعة انطباعات لا علاقة لها ببعضها.
يمكن القول أن جلسة انكتاب الماضية مع مريد البرغوثي كانت لتكون أفضل بالنسبة إلي شخصيا لو كنت أكثر تركيزا وقتها. ذلك التركيز الذي ابتدأ بعد النصف الثاني تقريبا ينحصر الآن في ذهني بأمرين:
أولاهما حين سألت إحدى الحاضرات الكاتب عن المنفى وأجابها بأن المنفى يمنعنا من التعلق بالأشياء!
كم بدا ذلك مألوفا بالنسبة لي!
الخوف من بناء علاقة مع الأشياء التي ستذهب ولن تعود فجأة كما جاءت هي نوع من الفوبيا التي قد لا يحسها الكثيرون، في غربة تبدل فيها أماكن على اختلاف عددها يصبح تعلقك بالشىء مرضا لا ترغبه - وقد يتعدى في إطاره الأشمل ليصيب علاقتك بالأشخاص أيضا - الخوف من استثمار ما يستنزفنا تركه فيما بعد هو ما أثاره في مريد بقوله: لقد بدلت ٣٠ منزلا والعشرات من الفنادق، وأذكر أني قرأت له جملة يقول فيها أن ركوة القهوة كانت تعود أخيرا إلى مالكها؛ كان الرجل يتحدث وأنا أقول لنفسي: "هذا الرجل يتكلم عني!"، ذلك الخوف الذي يمنعنا من التعلق يسرف في منعنا من الاستمرار في صنع هوية خاصة بالمكان الذي نعيشه، حقيقة لا يمثل لي أي مكان سكنته قبلا أو حاليا بيتا أو لنقل سكنا يدفعني إلى الراحة. ٣ أسابيع شعرت بأنها تريحني كانت حين أمضيت ٢١ يوما تقريبا أو أكثر من شهر رمضان الفائت وحيدة في السكن لأن زميلتي في الغرفة كانت في إجازة، أناس كثر كانوا يشعرون بالحزن لوضعي فيما كنت أشعر ولأول مرة أني في قمة السعادة لدرجة أني كنت أعمل على تنظيف الغرفة بحماس من يشعر أن هذا له وحده!
كانت أياما مجيدة برغم كل شيء!.
أما حين سألت مريدا عن المرأة، شعرت بأنه استفز، للمرأة بحسب مريد أن تسير بجانب الرجل لا وراءه ولا قدامه، المرأة حين تُقدَّس تفقد قيمتها أصلا، "ماذا تصنع المرأة حين تفقد دورها كملهمة؟" يقول مريد. ذلك أعادني إلى قريبة لي قالت يوما:
"العادات والأطباع والتصرفات لا علاقة لها بالجنس، المرأة والرجل يتساويان في الأخلاق والكذب والكرم، فذلك طبع إنساني قبل كل شيء".
نهاية وكما قال مريد: لا تحصل على كل شيء دون أن تخسر شيئا في المقابل، وأنا يؤرقني كنه ما سأخسره عموما ودائما... بل وأبدا!.
هناك تعليق واحد:
الله علي السرد والحاله ما مركزه اشتقت لمدونتك
إرسال تعليق