مش العرسان أهاليهم!!! – الحلقة الثـانية

عن أبو زنوبة نتحدث اليوم

ووالدة أبو زنوبة هي بطلة القصة

نهاية يوم ربيعي رائق؛ عائدة من دوام الماجستير في الجامعة، اقتربت من باب المنزل فطالعني وجه غريب لامرأة غريبة لا أعرفها تقف على باب "بكم صغير" (سيارة نصف نقل) تحدّث جدتي فيما يبرز رجل كهل يحمل على ظهره حزمة أغصان من الجهة الثانية

كنت منشرحة (منشكحة يعني)؛ فألقيت السلام على المرأة الجميلة الطويلة البيضاء البشرة والتي ترتدي دشداشا بنيا وعلى جدتي ودخلت

في نفس اليوم أخذت جدتي تحدثني:

-شايفه المره اللي كنت بحكي معها اليوم لما مريتي؟

-مالها ؟ (قلبي وغوشني طبعا)

-بتسألني بتحكي لي : مين هاي يا حجه؟ (لما مريت طبعا)

-هاي بنت ابني

-ما شالله الله يخليها؛ ما بتجوزوهاش يا حجه؟ (هاي نتيجة تكوني محترمة وتسلمي عالعالم!!!)

-يعني عندك ابن يا حجه؟ (هاي جدتي)

-آه عندي

-و شو بيشتغل ما شالله؟

-عسكري!!!!

-ايوه هاظ اللي ناقص؟ وشو رديتي؟

-قلتلها يا حجه: لو بدنا نجوزها لعسكري زمان جوزناها (جواب دبلوماسي وذكي طبعا واللبيب بيفهم المفروض)

مرت أيام؛ وذات مساء ربيعي- صيفي رائق؛ وفيما أنا أجاهد لأفهم أقصر مسافة تفصل بين البلورات على ركني مكعب وذلك في مادة الحسابات المتوازية؛ دخل أخي فجأة إلى الغرفة-وهو غير بطل القصة السابقة- وهو يقول:

-اعملي شاي

-لمين؟!!

-مش عارف ناس

الشاي لما ينطلب مني ويكون في عريس بحس مباشره!!

-ولك شو في؟

-ما بعرف!!!

جاءت عمتي لتقول لي:

-هاظول خطاب؛ هاي المرة اللي تاعت (....) (القرية التي تنتمي إليها المرأة)

-أيوه هاظ اللي ناقص!!!

نظرت من النافذة نظرة خاطفة فرأيتها-كانوا جلوسا تحت الدالية؛ ورأيت معها زوجها وشابا غريبا (قدرت أنه العريس لابد)

أعددت الشاي؛ وسلمته لأخي ليقوم بواجب الضيافة؛ وأوصيته أن "يتطقّس" (يعني ينتبه ويستكشف جيدا) عن الوضع

بعد فترة جاء أخي؛ كان منفجرا في الضحك؛ حتى أني تعبت في محاولة إقناعه أن يكف عن الضحك ويلتفت إلي ليخبرني ماذا جرى

-اسمعي عليّ

-أيوه قول خلّصني

-قال شو؛ هم كاينين بيزورو ابن عمهم في مستشفى (...) ؛ ابن عمهم قص اصبعه بماكينة لأنه بيشتغل في المدينة الصناعية؛ وخطر لهم قال يعملولنا زيارة

-آه طبعا؛ مستفقدينا على غفلة كالعاده!!!

-طيب والشب؟

-ماله الشب؟

-ولك ماله يعني؟

-الشب ياختي لابس تيشرت أبيض (مش عارفه ليه اتخيلته لابس تحت التيشرت فانلة عليها اعلان كوكا كولا) وشكلو داب عالجيش ما بعرف الدفاع المدني ومن عمره 16 سنه؛ بتعرفي هاي ألأشكال كيف بيكونو و..

-ولك شو ما تكمل؟

-ولابس حفاية باصبع

-كيف يعني؟

-يعني شكلها زنوبة!!!!

روحوا الجماعة؛ وجاءت جدتي؛ لم تضف جديدا على قصة أخي غير أن أم العريس كانت "بتتفلت" بدها تفوت عالبيت؛ وجدتي لم تعطها فرصة؛ ولما لم تستطع بدأت تلمح إلى كونها "حابة تشوفني" ؛ فجاوبتها جدتي:

-عليها امتحان يا حجة!!!

ثم قالت جدتي أنها بما معناه حاولت أن توصل لهم في لطافة أنه لا مجال للموافقة وما في نصيب؛ الأم لم تقصر في وصف بيت ابنها "الحجر" اللي معمره فوق بيت أهله؛ وبيت العريس "داقر للباب" (يعني ممتلئ من الإبرة إلى الصاروخ) ؛ وضحت جدتي أنه لا يوجد تكافؤ علمي بين الطرفين فهب الأب منفعلا و مدافعا:

-يعني الدكتور يا حجة مش رح يكون أحسن من ابني؛ ابني اذا انظامت البنت (ظلمت) ما رح يسكت!!! (مين حكى عن الظلم مش عارفة!!!)

جاء أخي (بطل القصة السابقة)؛ قلت له ما جرى فضحك من قلبه؛ ثم قال لي:

-لاااااااااااااااااا!!!! هاي لازم تحطيها بالسي في (CV) تاعتك جد!!! مش عارف من وين بتجيبي هالأشكال؟!! (الله يسامحك يا خوي!!)

راحت القصة مجددا ولم تكن هذه آخر حلقة!!!

في يوم رمضاني؛ -وكانت جدتي قد ذهبت إلى العمرة في العشر الأوائل- صحوت صباحا بعين نصف مغمضة على شخص ما يطرق الباب-فتحت الباب وإذا بفتاة صغيرة تقول لي:

-أمي بدها ياكو

نظرت لأرى من أمها التي "بدها يانا"؛ كانت مؤخرة البكم البيج تواجهني: وفيما فتح الباب فجأة نظرت جيدا فرأيت قدما نتنعل حذاء تنزل من البكم؛ ثم نزلت المرأة بكاملها (لا أعرف لماذا خطر لي وقتها أن الموقف يشبه الأفلام الأجنبية حين ينزل شخص مهم جدا من السيارة السوداء) عرفتها طبعا!!!

قالت لي:

-وين الحجه؟

-بالعمره

-آه صار لها زمان؟

-يعني كم يوم

-طيب بدي أسألك: أرضكو اللي فوق؛ ضمنتوها إشي (من الضمان)

-والله ما بعرف يمكن؛ بس تيجي الحجه إسأليها ( في بالي: ما انتي أكيد عارفه انها مضمنه؛ ليش جايه؟!!)

المرأة كانت تعمل- تقريبا – متعهدة أراضي؛ بمعنى تتضمن أرضا للزراعة وهي مهنة معروفة في القرى

عادت جدتي من العمرة وأخبرتها بالقصة فردت بما معناه: هاي حجة هي عارفة انو ما عنا أرض للضمان!!!

بعد سنة تذكرت القصة؛ سألت جدتي:

-شو أخبار متعهدة الأراضي؟

-آه أنا ما قولتلك؟

-شو؟

-مش الزلمه جوزها مرّ علي من كم يوم!!

-بالله شو بدو؟

-ولا شي؛ كاين شايف أبوكي بالصيف؛ وحاكي معاه عليكي؛ أبوكي حاكيلو بتركلك خبر عند أخوي أبو فلان بالمحل – توفي عمي الصيف الماضي رحمه الله

-طيب؟؟

-بيحكي لي رحت عالمحل وسألت ابو فلان

-شو قللك؟

-ولا شي بيقول ابو البنت ما ترك لك خبر عندي عن شي

-لكان خلاص ما ترك ما ترك؛ لشو جاي تسألني؟!!

-وأنا وين كاينه؟

-ما حدا حب يظايقك والقصه صارت بسرعه

-آآآآآآآآآآآآه طيب!!!

ومنذ فترة قالت لي جدتي:

-بتتذكري فلانه-الأم؟!

-آه المتعهدة؟ مالها ؟!!

-شفتها هذيك المره وسألتني عنك

-طيّب؟

-بقولها لسا ما إجى نصيبك بتحكي لي والله البنت بعدها مش طالعه من نفسي!!

أيواااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا؛ طيب المره الجايه لما تشوفيها قوليلها تطلّعني من نفسها رجاء؛ بدي أتجوّز!!!!

الحلقة الأولى

الحلقة القادمة: أخوي الدكتور