الأحد، 12 أكتوبر 2008

هذه الأيـام


جاءت على استحياء ببطء إنها بداية الشتاء
على نافذتي أجلس و أراقب ؛ هذا العالم الذي يمارس حياته أمامي دون أن يلتفت إلي
فتى يرتدي "تيشيرت" مخططا على شرفة يتحدث في الخليوي و يذرع الشرفــــة جيئة و ذهابا
فتاة ترتدي إسدال الصلاة الأبيض؛ أفكر:لربما تخطط لجمع الغسيل الآن
غيوم رماديه ملبدة و هدوء يلف المكان؛ سحب تتمهل في سيرها، متباعدة أحيانا و متقاربة أحيانا أخرى؛ تتجمع كثيفة لتحجب الشمس خلفها؛ ثم تغير رأيها لتتفرق .....سامحة للشمس الجميلة أن تعلن عن نفسها بوضوح و جرأة

نافورة قديمة من الحجر؛ جافة في ياحة الجيران؛ و خرطوم أخضر ملتف على نفسه ملقى بجانبها بإهمال؛ تبدو هذه النافورة و كأنها اقتصت من باحة سماوية لمنزل دمشقي قديم ووضعت هنا في هذه الساحة؛ لم أرها تعمل أبدا

آثاار السور المهدم حديثا يطل على باحة الجيران...

شباك قديم ذو حافة مهترئة ؛ بلون أخضر يميز نوافذ المنزل القديم المكون من طابقين يسكنه شخص واحد فقط ...ابن صاحب البيت؛ تجاوز الخمسين و لم يتزوج بعد؛ و لا نكف عن الحيرة بشأنه

برج حمام على سطح الجيران؛ و غرفة ذات شبّاك زجاجي بلون بني أظن بأنها غرفة "بويلر" التدفئة ؛ أرجوحة كبيرة بتنجيد مخطط؛ تتسع لثلاثة أشخاص معا...

السطح المقابل؛ نظيف جدا على غير العادة؛ فقد نسيت الجارة التي تسكن البيت ذات مرة أو تناست-أن تجمع غسيلها المتناثر على الحبال لما يقارب الثلاثة أشهر حتى تمنت جدتي ذات مرة أن تذهب فتجمعه بالنيابة عنها!!!!

السطح علي اليمين؛ "كنب" قديم متناثر هنا و هنا و هناك؛ أحالت الشمس لونه الارجواني الى لون باهت من كثر ما لفحته
السطح الذي على الشمال؛ سور قصير يفصلنا عن هذا السطح؛ أقامه جدي حتى يضمن لنا بعض الخصوصية عن الجيران؛ سريران متجاوران؛ غرفتان على السطح يسكنها عمال مصريون؛ معظمهم يرتدون عمامة بيضاء تذكر بعمامة الصعايدة؛ رأيت أحدهم الاسبوع الماضي داخلا الى المنزل من الباب الأمامي؛ حاملا كيس نايلون يحوي "خبزا مشروحا" ساخنا؛ و مرتديا جلابية صعيدية ذات لون عفني؛ كانت جديدة و لامعة؛ كان ذلك بعد العيد؛ فكرت في نفسي:"هذه ثياب العيد لا شك"؛ كنت عائدة من رحلة مكوكية بحثت فيها عن خبز مشروح في كل المخابز المحيطة و لم أجد؛ فكرت:تنازل لي عنه رجاء؛ يقطع صورة شباك الغرفتين حبل غسيل ممتد؛ يحمل هو الآخر غسيلا متصلا؛ يصعد الى السطح بسلم مكسر ضيق...

مئذنة الجامع تطل من بعيد طويله مكونة من أحجار سوداء؛ رمادية و حمراء ؛ تتقاطع في توزيع بديع؛ عندما تضاء ليلا؛ تضاء بمصابيح ذات لون أخضر

السكون يلف العالم و يلف روحي ؛ و جالسة على شباك المطبخ وأفكر: هذا هو الصفاء بعينه ؛ هذا صفاء لا يعكره شيء في العالم كله؛ كما تتمايل الشجرة الخضراء الطويلة امامي و التي لا لأعرف نوعها؛ و يعلن الغروب عن نفسه بأصوات العصافير المزقزقة في تصاعد رائع؛ ضوضاء و لا ضوضاء في آن واحد جميل

مع أني أكره الشتاء؛ الا أنني في هذه اللحظات فقط أشكره؛ هنا فقط ألمح السكينه و أحسها متغلغلة في روحي و أعماقي ...
أمجّد هذه اللحظة؛ و أحمد الله أن استمتاعي بها ما زال حاضرا لم يمت كما ماتت أشياء أخرى جميلة في عالمي...

في هذه الأيــــــــام فقط

هناك 12 تعليقًا:

غير معرف يقول...

حلو كتير ميساء
بتمنى اني كنت أتأمل معك هديك اللحظه
شاطره بهيك اشياء لاني
:P
هلا هيك رسمتيلنا الحي كامل
حلو كتير وصف جميل وجذاب

انا شغلتي التأمل ... مرات بتضايق بابعاد خيالي ... جد بحس خلص بكفي تأمل وخيال
ايلول واكتوبر شهرين حلوات .. صح خريف ... بس بتعرفي يمكن شغله غريبه شوي
بس بحسهم بذكروني بالمستقبل...:)مع انه لسا ما شفته
متل المنظر اللي رسمتيه بالغروب ولسا الشروق ساحر اكتر مع انه برد بكون الصبح :>

someone in life يقول...

ميس يا ميس ازيك

حلو الوصف للبيوت سمعتي اغنيه منير الجديدة طعم البيوت واضح ان ساكنه في منطقه حيويه
ايه الخبز المشروح ده و النبي تتكلمي عربي هههه و جيرانك كمان صعايدة سلمي علي البلديات
انا مش باحب الشتا باحس بوحدةو لكن باحب اناقته

وصفك للمسلسلات في البوستين الاخرين حلو قوي تنفعي ناقدة و صحفيه فنيه و الله و الحمد لله اني مش تابعت اي مسلسل كان بيعجبني باب الحارة الاول و التاني و التغريبه الفلسطينيه من سنتين
رمضان دة مش ليا مزاج بارجع من الشغل عاوزة انام و مش عارفة افوق

انشاء الله العيد كان حلو و سعيد عليكي و علي اسرتك

تحياتي

غير معرف يقول...

مرحبا ميس
ازيك انا متابعه لمدونتك وكل ما تكتبيه لاني اعتقد انا بقينا اصحاب . هالوصف للمكان حلو وبخلي الواحد يتخيل شكل المكان والاشخاص .
صحيح اننا اقتربنا كثيرا من فصل الشتاء حيث المجال للتامل والكتابه.
اعتقد انها ستكون فرصه لكم للابداع حيث الاجواء الهادئه الا من صوت السماء وافعالها ( مطر ريح تلج ...الخ ).
اعتقد اننا سنلتقي اكتر بالشتاء انتي ونحن قرائك وقراء المدونات التي اهتممت بها .
وعدتيني ان تكتبي عن برجنا المشترك ( الجوزاء ) هل ستفعلين قريبا ؟
ام نتركه مع بداية العام الجديد للننتظر ونرى ماذا سيخبا لنا القدر .
اتمنى لك التوفيق
ودمت لنا

حياة تستحق الانقاذ يقول...

هذه اول زيارة لي لمدونتك اعجبني اشتراكنا في حبنا للوصف في ادق التفاصيل سرحت معك مطولا وطريقتك في القاء الضوء على ما تحبين ، فلم نشترك بما نصف فقط إنما تعديناه لاشتراكنا بنفس الاسم أيضا
دمتي بخير يا ميسو
وسعيدة لو تفضلتي بزيارتي

أم المييس "ميساء"

Unknown يقول...

♠ enas

لو كنتي معي ما كنا اتأملنا شي كنا ضلينا نحكي و نرغي بس:) بمزح معك

الخريف؟ بيزهق خصوصا لأنو بداية شتا؛ الزهق الأكبر

المستقبل ايناس؟؟ممكن والله
انا معك الشروق ساحر جدا و بتعرفي وين اكتر شي ساحر؟ بالصحراء يا ايناس لأنو قدامك مساحات وبس؛ ما في عمارات ولا بيوت

♠ someone in life

أهلا كيفك انتي؟اه سمعتها مره؛ ع فكره هاد مش بيتي هاد بيت جدي احنا بيتنا أهدى بكتير؛ انا ساكنه في قريه اساسا؛ وهاد البيت في المدينه عشان هيك الحيويه

الخبز المشروح يا ستي هو الخبز الكبير كتير؛ بيعملو منو شاورما اذا شفتي منو في تركيا يمكن

و لا انا بحب الشتا؛ بس معك حق في نقطه الاناقه هاي ولو انها اناقه شوي مبهدله:)


شكرا على الاطراء؛ شفتيني وانا طايحه بهالمسلسلات؟ انا ناقده؟؟ والله فكره سعيده انو عجبك:)

باب الحاره بحضرو اجبارس للاسف؛ والتغريبه فعلا حلوه يمكن ما كنتي تحضري شي لانو رمضان هاد كان حر شوي

العيد مر الحمدلله بس مش زي كل سنه:)
أهلا

Unknown يقول...

♠ ريما

جميل انك استطعتي تتخيلي مع انو مش هالتفاصيل يعني

انا عن نفسي اكره الشتاء جدا واجده فرصه لشيء واحد فقط:النوم!!

عن البرج يا عزيزتي؛ في بالي والله ولكن هناك مشغوليات كثيره هذه الايام الى جانب اني ارتب افكاري في هذا الموضوع ولا داعي للانتظار الى نهاية العام كففت عن سماع التوقعات منذ زمن

شكرا عالاماني الطيبه

♠ميساء

هذه اول زياره لك هنا ولكنني زرت مدونتك كثيرا من دون ان أعلق؛ شكرا لأنك علقت
إطراء جميل تطرينني به خصوصا انه من منك؛ انت التي اراك فنانه في وضع التفاصيل في مكانها؛ عندما أعدت قراءة ما كتبت اكتشفت ان هناك تفاصيل كثيره قد ضاعت مني في السياق

سأزورك أم الميس يا سميتي العزيزه:)

blackcairorose يقول...

يا بختك

بافتقد الخريف و الشتاء

مرة زرت عمان فى اوائل شهر مارس تقريبا وكنت فى الاوتيل واول ماصحيت الصبح بصيت من الشباك فلقيت الشمس ساطعة فتجرأت وخرجت للبلكونة فوجدت الجو بارد جدا والشمس كانت تقريبا مجرد ديكور

بس قالولى بعدين ان ذلك الشتاء كان استثنائى فى برودته

انا الآن اكره الصيف والحرارة والشمس من كثرتهم هنا واحلم بالشتاء

Unknown يقول...

Rosa
بما انك في بلد خليجي انسي انك تشوفي فصول؛ حلم طبعا

هاي الحاله اللي بتحكي عنها تاعت الشمس معروفه هون؛مرات بصير في الشتا جد صقيع مرتب:)

أي سنه كان هاد الحكي؟ انا صار لي 8 سنين هون ولحد هلأ مش عارفه اتعود عالبرد

اذا مشتاقه للبرد عالعيد الكبير انزلي مصر في اجازه:)
تحياتي روزا

غير معرف يقول...

رائع جدا :) .. المربعانية متى جاية ؟!

Unknown يقول...

7ota

المربعانيه شكلها قربت كتير؛ شفت عهالايام ما أبردها؟

أهلا وسهلا فيك زميل؛مدونتك تقنيه العاده:)

nudy يقول...

انا كمان باعشق الشتا والوصف اللي انتي قدمتيه للحي ومنازله كان حلو جدا خلاني حسيت اني واقفه في شباكك وبابض معاكي علي الاسطح والبيوت شكرا علي لحظة غروب رائعة

Unknown يقول...

nudy

أهلا فيكي لأول مره و شكرا عالإطراء؛ الشتاء فعلا يثير الشجن