الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

عقدة الذنب

مشاهدات واقعية جدا بمناسبة يوم "كلنـا ليلى" الثالث

عقدة الذنب

تحاصرها منذ أن كانت جنينا في بطن أمها؛ واختارت الطبيبة مرغمة أن تخبر الوالدين بجنس الجنين

عقدة الذنب

حين وقف الوالد بوجه "كظيم" كما تصفه الآية الكريمة يستقبل خبر "تشريفها" السعيد إلى هذه الحياة

عقدة الذنب

حين بدأت تكبر شيئا فشيئا؛ وبدأت الممنوعات تتزايد بحجة أنها فتاة؛ لا تلعب في الشارع و لا تخالط الأولاد؛عليها أن تكون دائما قمة في كل شيء؛في الأدب؛ في ا لرزانة؛ في الهدوء؛ كما أن عليها أن تتقن أعظم فن يتقنه أصحاب عقدة الذنب؛ ألا و هو "فن الصمت"

عقدة الذنب

حين عاكسها أول ولد في الشارع حينما بدأت أنوثتها تظهر للعيان؛ وعرف والدها أو أخوها؛ ووقفت أمامهما "منكسة" رأسها لا تدري ما تفعل؛ ولا تدرك ما هو الجرم العظيم الذي ارتكبته؛ فهي لم تنظر لأحد "نظرة زيادة"؛ ولا كانت ملابسها بالمغرية و لا بالمثيرة؛ و مع ذلك فقد جعلت رأس عائلتها في الوحل

عقدة الذنب

حينما اختارت أن لا تدرس التخصص الذي أحبته؛ على الرغم من أن معدلها كان مرتفعا جدا؛ واختارت أن تدرس "الرياضيات" بدلا من كلية القمة التي حلمت بها؛حتى لا يدفع والدها "*اللي فوقه واللي تحته" و الذي سيدفعه بعد سنتين لأخيها الصغير حتى يكمل دراسة الطب في بلد أجنبي-روسيا مثلا.

عقدة الذنب

حين بدأت دراستها الجامعية؛ و تجنبت كل شاب أعجبت به أو أعجبها؛ و صدت كل محاولة للكلام أو للصداقة من طرف الجنس الآخر؛ حتى لا "تكون" فضيحة" لعائلتها و تلوك سيرتها الألسنة

عقدة الذنب

حين تزوجت و رضيت بأي رجل لا يناسبها؛ لأنها التزمت حرفيا بشروط "عقدة الذنب"؛ فلم تكن بنتا "*ملحلحه"؛وترتبط بشاب من محيط دراستها أو عملها؛ وتزيح عن كاهلها عقدة ذنب أخرى أدهى و أعظم و هي عقدة " العنوسه"

عقدة الذنب

حين تدفع "بفخذة الدجاجة" إلى صحن زوجها الأناني مؤثرة إياه عليها و على الأولاد؛ وذلك لأنه رجل البيت و يستحق الأفضل؛ مع أنه منذ أن فقد عمله لم يجرب أن يبحث عن عمل جديد ؛ تاركا إياها "لتصرف" على المنزل من تعبها

عقدة الذنب

حين تكون النساء في عزيمة "*منسف"؛ ويخترن أن يؤثرن رجالهن بقطع اللحم؛ مكتفيات بالفتات؛ الذي قد يوجد أو لا يوجد؛ وينسحب هذا لينطبق على كل شيء؛ ابتداء بالشاي و انتهاء بفنجان القهوة الحلوة

عقدة الذنب

التي تجعلها تشعر بالذنب إن كانت أعلى من زوجها وظيفيا أو علميا؛ فعليها دائما أن تذكره أن إنجازاتها لا شيء يذكر مقارنة بإنجازاته الرائعة؛ ولو اختفت إنجازاتها نهائيا لكان ذلك أفضل

عقدة الذنب

التي تمنعها من أن تطالب بحقها في ملكية البيت مثلا؛ حتى ولو كانت قد أنفقت كل قرش من كدها في كل "*بلوكه" من البيت العامر

عقدة الذنب

التي ما زالت للآن تلزم النساء بأن يتنازلن لإخوانهن الذكور عن حصتهن في الميراث؛ خصوصا في بيئات الفلاحين؛ مقابل 500 دينار وكسوة ملابس

عقدة الذنب

التي تمنع المرأة من أن تطلق من زوجها السيء الخلق؛ و تفضل أن تخونه عوضا عن ذلك ؛ حتى لا تغضب المجتمع و أهلها؛ ويقال بأنها قد ضيعت الأولاد و"خربت" بيتهم؛ وهي نفس عقدة الذنب التي تحرّم على الأرملة الزواج بعد وفاة زوجها حتى لا تتهم بأن "نفسها خضره"

عقدة ذنب هنا؛ وعقدة ذنب هناك؛ تحاصرها باستمرار عقد كثيرة؛ أكثر من أن تعدها؛ عقد وضعها المجتمع و عقد وضعها الأهل و عقد وضعها الزوج؛ حتى الأولاد صنعوا لها عقدة تتسلى بها؛ حتى هي؛ من داخلها خلقت لنفسها ألف عقدة؛ تكبل بها نفسها و تحسبها جيدا قبل أن تفعلها؛ فلا تفعل أي شيء.

إلى الآن؛ لا تعلم ليلى ما تفعل ؟ فهل تعلمون أنتم؟

"*اللي فوقه واللي تحته": اللي وراه واللي قدامه

"*ملحلحه":شاطره و حدقه وملعبه

"*منسف": الأكلة الرسمية في الأردن؛ تصنع من أرز و لبن مطبوخ

"*بلوكه": طوبـه

هناك 16 تعليقًا:

غير معرف يقول...

ربما ماتقولينه يمس بعض الحقيقة

بعض الحقيقة أيضا انه لو ابنك عنده مشكلة فهو

روح شوف ابنك عمل ايه وطلعه من القسم !! أو

خد العربية ومش عارفة راح فين .. هات لى ابنى

بنتك متخانقة مع جوزها روح شوفلك حل معاه

عايزين نصيف السنة دى .. اتصرف

عايزين نجهز البنت .. اعمل قرض ولا استبدال معاش

عايزين نشغل الولد .. فين معارفك اللى بتحكى عنهم دايما؟

... الخ

رحماك ياليلى .. انتن الاحلى .. وانتن رحمة الله فى الارض .. الاخت والزوجة والحبيبة والابنة ..

وبعدين من الآخر ليلى جننت قيس وراحت فى الآخر اتجوزت ابن عمها

أى خدمة تانى يافندم ؟ نابليون قال
Cherchez la femme
ترى هل أخطأ؟

مياسى انت فى مكان مرموق يتمناه أكثر من شاب .. ومتعلمة والذين يتمنوك كثيرون أيضا .. فاين هى عقدة الذنب؟

Mona يقول...

أول مرة أسمع بهذه المناسبة يوم "كلنا ليلى" وشكراً لكِ مياسي على الموضوع الذي يلامس الواقع المررر جداً

Unknown يقول...

Sherif

أنا معك في نقطة الولد بس ما تنسى أنو مع هيك؛ بيضل انجاب الذكور مفضلا؛لأنه على حد قول السيد الوالد:الزلمه حماّل عيبه؛يعني هو مسؤول عن حاله و أحواله

وليلى اتجوزت ابن عمها يا شريف مش رفاهيه يعني؛ ولكن لأن ابن عمها "انجن" في عقله و "شهر" بها في قصائده؛ وجاء رجل آخر "والد ليلى" وزوجها لابن عمها غصبا حتى يستر عليها بالعربي؛ وفي النهاية ماتت ليلى كمدا من قهر الرجلين! هذه الثانيه

ومن قال لك اني اذا تعلمت ووصلت لا توجد عقدة ذنب؟؟ عقدة الذنب بحسها من ذكور عائلتي؛ باستثناء والدي العزيز طبعا؛ عندما يواظبون على تذكيري بأنهم يمنون علي بما هو من حقي أساسا

وهذه الملاحظات يا عزيزي شريف؛واقعيه جدا وجئت بها من البيئة المحيطه ومن أقرب المقربين إلي؛ وإذا كان حظي أفضل من غيري؛ فذلك لا يعني بأن ليلى الأخرى غير موجوده

وصدق أو لا تصدق؛ عقدة الذنب لأني فتاة تلاحقني دائما و تمنعني من أشياء كثيره؛ لأني إن أخطأت لا سمح الله؛ فلن يغفر لي المجتمع أبدا أخطائي

Unknown يقول...

منى

هاي المبادره بدأتها المدونات المصريات منذ أعوام ثلاث ؛ يمكنك أن تستزيدي قراءة عن الموضوع على الرابط الموضوع في بوست سابق

لا شكر على واجب؛هذا غيض من فيض كما تعلمين؛ وما خفي كان أعظم

أهلا منى؛زمان عنك:)

غير معرف يقول...

مع ان الكثيرات يعانين من مشاكل اجتماعية كثير و على كل المستويات. احمد الله تعالى ان عائلتي ربّتنا انا و اخواتي بدون الكثير من الظلم اللذي ذكرتيه و اللذي يقع على الفتيات. فمثلا اخواتي بالفعل درسن في الخارج، في حين انّني لم تسنح لي هذه الفرصة لكن بدون تقصير من جهة الأهل. و كذلك الحال لكل شيء تقريبا
على العموم، دوام الحال من المحال.. و لا يمكن ان تستمر هذه الأمور للأبد..

غير معرف يقول...

يمكن ما راح حد يصدق لكن انا عانيت من عقدة الذنب هذه فقط لاني بنت وظهرت علي ملامح الانوثه بمراحل مبكره من طفولتي انحرمت من اشياء كثيره بس الحمدلله تجاوزتها بس بتخيل انه ممكن يكون هناك الآلاف من البنات اللي ما قدروا يطلعوا من القوقعه عقدة الدنب بس في الناحيه التانيه باحكي انه الذكر عنده مشاكله يعني فرحانين وحاطين آمال كثيره عليه وتخيلي وضعه لو خيب هالآمال !!
المشكله انه ليلى اللي بتحكي عنها ياميسو هي انسانه سلبيه ما حاولت الدفاع عن نفسها والدفاع عن النفس يبدأ بالتثقيف نفسها عن حقوقها ونزع الخوف او حتى تخطي ألمها بأمل يمكن لهيك كتير من النساء فاقدين لحرياتهم لانهم قبلوا انهم يكونوا ضحايا ويمكن هالحكي هلا بينطبق علي انا شخصيا

غير معرف يقول...

Beautifully written Myassi..thank you

You will be surprised to know that these stories are repeated not only back home but even here in our arab communities w b hal ghorbeh..It seems that we leave our homelands in pursuit of better future,life and education but we bring our old mentalities with us..some things can never change.

I think that education and self dependence is the best weapon women can have to get rid of guilt and be free to some extent..

Education is power, unfortunately it is not always possible since in some communities women are not allowed even to speak their mind.

البنت الشلبيه يقول...

مياسي كلامك دواا...وصفتي المجتمع المتخلف باختصااار ووصفتي حال البنات اللي منزلين راسن تحت سقف هالمجتمع وتقاليدو "المهرتكه" مع احترامي للي بستاهلو الاحترام....

الله يجعل فينا الخير لنقدر نرتقي بحالنا وحال امتنا...على امل...

ويسلم قلمك =)

غير معرف يقول...

عقدة الذنب هذه التي لا أشعر بها..قناعات المجتمع تؤرقني
لكن الدواء دائما في التحدي..أي شي يتحقق مهما كان قليلا أفضل من الخنوع

غير معرف يقول...

حلوه الترجمه الي في اخر البوست

بس انا شايفه ان ليلي مسؤله عن الي بيحصلها لانها قابله و ساكته و بتربي ليلي الصغيره علي السكوت و قبول الوضع

البوست جميل اوي اوي

تحياتي

~JaMeeD~ يقول...

الحمد لله انا ما عندي اي عقد ذنب لانو اهلي عمرهم ما حسسوني انو في فرق بين ولد و بنت بس مشكلتي بالمجتمع اللي حولي اللي مش راضي يقتنع بالمساواة في الحقوق و الواجبات مع انو كتير منهم متعلمين بس عندهم افكارحجرية بس انا عندي امل انو هدا الوضع يتغير مدام عم ينحكى في ...كتير عجبتني المقالة!

غير معرف يقول...

سلام ميسو
اسفه على تعليقي المتأخر :)

الحمدلله طمنتني عنك وما بتعرفي كم انبسطت بمكالمتك الي من يومين :)

مقاله حملت بداخلها كل المشكال اللي ببتعرضلها ليلى بالمجتمع...يمكن ما تحصل كلها مجتمعه... اذا ما حصلت بسبب الناس اللي حولنا انا باكدلك انو ليلى نفسها بتسعى لتوجد متل هيك حواجز

بس المشكله لما تتعلم قمة الادب والاخلاق وتيجي لتواجه الواقع والحقيقة .. فعلا امر مش سهل,,انا لسا بدايه مشواري وبنصدم من كتيييييير اشياء.

في براسي مية فكرة احكيلك ياها بس هلا ببطل تعليق :)

Unknown يقول...

♠قويدر

والله اخواتك محظوظات بالسيد الوالد الله يخليه

هو صحيح دوام الحال من المحال؛ بس الفتره الزمنيه شكلها طويله

♠سوزان

معك بأن الرجل مش خالص هو كمان من المجتمع اللي حواليه؛ بس كمان بيضل وضعه أحسن؛ و ليلى فعلا سلبيه؛ لأنها مقنعه حالها بعقدة الذنب لحد ما صارت عقيده جواتها؛ ومش عم تحاول تتحرر منها صح

Unknown يقول...

♠ Noura
thanx my dear, happy u liked it:) well it seems that even away ppl can't get rid of their traditions unfortunately:-S

I am not so surprised if same things happen away after all this is some kind of culture that won't change in one day or even years!!
I agree with u,yes education and self-trust and right freedom of mind and soul would solve it well:)

welcome noura:D,

♠ البنت الشلبيه

وينك زمان ما بينتي؟
هاد ولا شي لسا من وصف المجتمع المهرتك؛ في اسوأ بس ما حبيت أطول في الكتابه كتير

معك بأنو الله يعينا فعلا و يساعدنا

شكرا عيني على الإطراء:)

Unknown يقول...

♠ منال

معك حق؛أي شي و لا البني آدم يكون سلبي؛ومعك شوي شوي الا ما تهب رياح التغيير بس لازم الناس تتحرك بالأول

بدها وقت و بدها صبر

♠ إيمي

الترجمه مخصوص لعيون المدونين المصريين؛ عشان في كتير مصطلحات مش واضحه بالنسبه الهم

وصح؛ مش لازم تتكرس الفكره عبر الاجيال عشان تتغير الموروثات العقيمه و يصير في تطور للأحسن

المشكله انو ليلى كثيرا ما تظلم ليلى للأسف

شكرا على كلامك الحلو؛ مبسوطه انو عجبك:)

Unknown يقول...

♠ Jameed

أهلا فيكي:) شرفتي
المجتمع مش مصلي عالنبي بدك رأيي؛وبدو كتير وقت تا يصير تغيير ملموس؛ والأفكار عم بتصير حجريه أكتر بس في نسبه أفكارهم منيحه إذا خلصو من اللي حواليهم

سعيده أنها عجبتك؛ ضلك طلي:)

♠ eNAS
معك مية بالميه انو ليلى بتصنع حواجز لحالها؛ وع فكره هاد كان هدف التدوينه الأساسي؛انو المرأه خلقت لنفسها عقدة ذنب من حالها؛ ما في داعي تكتبي ألف تعليق؛ اكتبي تدوينه مستقله:)

هلا أنووسه:)