على بعد مسافة ما

حضرت البارحة حفلتي خطوبة متتابعتين لمدة 4 ساعات متواصلة ولكم أن تتخيلوا الإرهاق الناتج عن ذلك؛ إضافة إلى ذلك أديت اليوم صباحا امتحان التوفل؛ وعلقت خالتي قائلة : "وراكي امتحان ودايره من حفله لحفله!!!" ما علينا

الحفلة الأولى كانت صادمة بجميع المقاييس؛ مدهش ما تفعله الفتيات أحيانا بأنفسهن للتغلب على خيبات الأمل!!! وربما أخصص لها تدوينة منفصلة بعد الإحاطة بجميع تفاصيلها وظروفها ولكن الحفلة التي تلتها هي ما أريد أن أتكلم عنه

العروس ابنة لأم مطلقة؛ انفصل والداها منذ زمن بعيد وهي لا تزال طفلة صغيرة؛ وربتها زوجة والدها كابنة لها تماما؛ لم تكن علاقة الفتاة بأمها وثيقة جدا وذلك لأن الأم تزوجت بعد طلاقها مباشرة تقريبا وانتقلت إلى محافظة أخرى فيما بقيت الفتاة في حضانة والدها؛ كانت علاقتها بزوجة الأب قوية إلى درجة أنها كانت تناديها " ماما" فيما تنادي والدتها يا خالتو!!!

اختلفت الفتاة مع زوجة أبيها مؤخرا؛ وجاءت ظروف خطبتها ولما تتصالح مع زوجة أبيها بعد-مع أن الخطأ من جانب الفتاة- وحضرت زوجة الأب الخطبة وفي قلبها حزن شديد

وجاء وقت التلبيسه- وقفت زوجة الأب من بعيد تراقب فيما دموعها تتساقط ؛ ووقفت الأم على المصمد (الكوشه) ولكن على مسافة بعيدة لتمسح دمعة وحيدة هي أيضا؛ فيما كانت ابنة عم العروس تقوم بواجب مساعدتها في ارتداء الذهب وهو ما تقوم به الأم عادة في هكذا موقف!!!

ومع أن زوجة الأب وبعد إلحاح شديد من زوجة خالي اختارت أن تبادر بالصلح فقبلت ربيبتها و"اتصورت معاها"ومع العريس؛ ومع أنها كانت تتمنع وذلك على حد قولها :" انها ربت وتعبت؛ وطول عمرها كانت تحسها زي بنتها؛ اتخيلي تكون بنتك ومش قادرة تكوني جنبها؛ أنا ربيتها شي 20 سنه"!!؛ خطر لي وأنا أنظر إلى الأمين –المربية والتي هي بالولادة أن كلتيهما على مسافة ما!!!

فلمن ننسب الفتاة الآن؟ شيء محير ومحزن فعلا أن تكون أنت وأمك –مهما كان تصنيفها- على مسافة!!!!