ذلك البحر

البحر الذي لم أره منذ زمن

الآن يلح علي مجددا في إصرار

منذ 4 سنوات لم أرك؛ وأرفض أن أستبدلك بلونك الأزرق المتداخل باللون الأخضر اللازوردي بحرا آخر

أستطيع أن أصرح أخيرا بأني أرفض أن أزور بحر العقبة لإيماني أن لا بحر آخر يعوضني عنك؛ أو لربما أخاف أن تمحى تلك الصورة من خيالي للأبد؟!

ذلك الشاطئ الرملي الطويل؛ تذكرين كيف كنا نذرعه جيئة وذهابا؟ كيف كنا نحكي ونحكي ونحكي؟ كنت أحس البحر ينصت لنا في عمق و حكمة؛ يسمع لغونا وأسرارنا؛ ومع أني لا أعرف إلى الآن-أو أختار أن لا أعرف السبب الخفي الذي من أجله انتهت صداقتنا فجأة- إلا أني الآن والآن فقط تذكرتك !!!

البحر لي كان كائنا قائما بذاته؛ كنت أقف أمامه متأملة لأحكي في صمت؛ لأتأمل في خشوع؛ أتوحد مع البحر وألقي همومي إليه؛ بيننا توارد أفكار خطير!!! لا أحتاج إلى أن أرفع صوتي ليدركني؛ ولا أحتاج إلا لأن أمشي الهوينى على الجزر الذي انسحب عن رمل الشاطئ أمتارا؛ فانكشفت تعرجاته على استحياء

ذلك الخشوع الذي كان يلفني؛ و ذلك الصمت الذي كان بداخلي بينما أصوات اللعب والضحكات تتعالى من حولي؛ أي حزن يمتصه البحر بموجه المتلاطم؛ وأي شفقة يثيرها بداخلي؟

أيها البحر اللعنة على أيّـار فهو لا بد السبب!!! سيد الذكريات في بالي الذي لا يهدأ!!! ولا ينفك يذكرني كل عام!!!

كتبت على أنغام كارول صقر؛ حـاكيني

الصورة للبحر المذكور – الإمارات شتاء 2008