الجمعة، 3 مايو 2013

ذات لصنع الله إبراهيم... الهامشية تعبيرًا عن المجتمع





في اختيار الكاتب المصري "صنع الله إبراهيم" لاسم البطلة في روايته "ذات" ترميز قد لا يخفى على أحد.

البطلة هي شخصية هامشية تبذل قصارى جهدها لتبقى ضمن هذه الحالة إلا أن الحياة لا تمنحها هذه الفرصة ولا تتركها في حالها كما يبدو.

"ذات"، شابة مصرية جامعية تتزوج من "عبد المجيد" الموظف بالدبلوم غير المكتمل والذي يرفض عملها بشهادتها الجامعية ليبقيها ضمن دائرته التي هو فيها الآمر والسيد ورأس البيت ضمن بطولات وهمية وطموحات يضعها هو لتنهار في تتابع إثر السياسات المتعاقبة للأنظمة المصرية ابتداء بعهد البكباشي "جمال عبد الناصر" وانتهاء بزمن الرئيس المصري المخلوع "حسني مبارك". 

"ذات" و"عبد المجيد" في الرواية هما مثالان للشخصية المصرية البسيطة التي عايشت وتأثرت بالتغييرات التي شهدتها مصر خلال أكثر من 30 عامًا من تاريخها والتي ظهرت أبعادها على جيران ومحيط "ذات" في العمل والعمارة والشارع.

لا تعدو الرواية أن تكون رصدًا لتحولات الإنسان المصري العادي الذي وجد نفسه ضمن دوامة تتجاذبها أطراف مختلفة. وقد يكون لمانشيتات الأخبار التي اختار "صنع الله" أن يعرضها بين فصول الرواية أكبر الأثر في تنوير القارئ بخصوص زمن الانفتاح والاستثمارات الإسلامية والمال الأجنبي في مصر.

بتفاصيل صغيرة وغير هامة قد تقترب من الملل أحيانًا؛ أفلح "صنع الله" في جعل القارئ يفكر مع "ذات" ويهتم لألمها برغم هامشيتها الظاهرية التي هي في واقع الأمر انعكاس لحياتها المضطهدة والمغمورة.
فماكينات البث وعملية الهدم والبناء وغيرها من التعبيرات التي أتى بها الكاتب في سخرية واضحة من الضغوط التي لا ترحم صغار الموظفين ولا الناس من ماكيناتها التي لا ترحم.

 وبرغم انكسار "ذات" واستسلامها الظاهري؛ إلا أن آخر مشهد في الرواية والتي تكشف عن فساد سمكة "الرنجة" التي ابتاعتها حديثًا وحيرتها بين اتخاذ سبيل الثورة التي لم تؤدِ بها إلى نتيجة تذكر قبلًا وبين الاستسلام للواقع والاكتفاء بإلقائها في سلة القمامة والاستعداد لجولة جديدة من البكاء في المرحاض كان أكبر دليل على أجيال لا تعي أن الحل الناجع لمشاكلها الاجتماعية قد يتمثل في حل سريع من طرفي المجتمع: النظام والمواطن.

هناك 6 تعليقات:

sheeshany يقول...

ما تقييمك لها؟ :)
ليس بنقاط و نجوم!

Unknown يقول...

التقييم واضح يا جعفر، الرواية تستحق القراءة واستمتعت بها جدا :)

sheeshany يقول...

لا تعدو الرواية أن تكون رصدًا لتحولات الإنسان المصري العادي الذي وجد نفسه
------------
بتفاصيل صغيرة وغير هامة قد تقترب من الملل أحيانًا
-----------
معلش مش كثير واضح لإلي كان :)
---------

في المرحاض = داخل المرحاض (مش أزبط؟) :]

Unknown يقول...

هههه ممكن داخل افضل فعلا، معلش المراجعة كتبت على عجالة والا ما كنت شفتها هون :)

الكنية كويسة يا هيثم :P

sheeshany يقول...

أكيد الكنية كويسة :)

يقطع العجالة تبعة كوكبنا! صح؟ *نريد حلًا*

اس دوس يقول...

روايه جميله بجد تسلم :)