بما أنني أحيانا أكون فتاة وحيده في مقهى؛ و لربما تجاوزت مرحلة الأحيانا إلى مرحلة غالبا؛ خطر لي أن أكتب عن واقع تجربتي الشخصية كفتاة وحيدة في مقهى أو في مطعم.
حين أجلس كفتاة وحيدة؛ دون رفيقة أو ربما رفيق؛ فالسيناريوهات المحتملة هي كالآتي:
- أن تكون جالسة في أمان الله؛ و يكون أمامها شاب وحيد أيضا: يتعثر بين مرحلة المراهقة و مرحلة الرجولة؛ يدخن سيجارته التي غالبا ما تكون الدخان المتعارف عليه في الأردن؛ و المعروف لدى الجميع "فايس روي"؛ يجلس مقابلها و يسدد نظراته التي تتراوح بين أنا معجب بك؛ و بين أنا سعيد لأنك جالسة لوحدك فهذه فرصتي لكي "أزبطك"؛ بدخاني و نظراتي معا.
- أن تكون الوحيدة جالسة على طاولة على الرصيف مثلا؛ ليلاحظها شاب مراهق مستعرض أخر؛ و يبدأ ذارعا الرصيف جيئة و ذهابا ؛ بإلقاء النكات التي لا معنى لها؛ و مخاطبة صديقه الآخر على الرصيف شاتما صديقا مشتركا لهما غير موجود؛ و مسنرسلا في وصف غباء هذا الصديق بصوت عال؛إلى جانب استعراض بطولاته الفردية بشكل لافت؛ هذا النوع يخاطبك قائلا:"أنا هنا و مدرك لوجودك؛ أنا جدع تراني ها؛ لا تخسريني"
- أن تكون الوحيدة من قرية ما؛ تدرس في مدينة ما؛ تذهب ذات يوم إلى مطعم ما في مرة ما؛ لتكتشف أن الشاب الذي تراه كل يوم تقريبا في الباص الذي يقلها إلى قريتها؛ يعمل نادلا في المطعم؛ تختار الطابق الثاني –باعتباره طابقا مخصصا للعائلات – لتجلس به في هدوء ليقوم النادل بالصعود و الهبوط دوريا؛ لربما مره كل خمس دقائق و ذلك لكي: يذكرها بأنه هنا-اشارة أنا موجود ديري بالك ها- و ليتأكد من الشاب الذي لا بد بأنها تنتظره –هاظ عشان أذلك فيه و أمسكه عليكي زله.
-النادل يعاملها بلطف زائد ؛ و يوصي بها الباقين – لربما لأنها وحيده أو لهدف تزبيطها أيضا
- المارون في الشارع لا يكفون عن النظر إليها و الاستغراب- لماذا هي وحيده؟؟
- النساء الجالسات مع أزواجهن ؛ لا يكففن عن النظر إليها في قلق؛ و تشغيل الحواس الخمس و الألف أيضا؛ و مراقبة أزواجهن الثقه: هاي لحالها الله أعلم شو ببالها؟
- الآن خطر لي خاطر: أنه لربما كانت الوحبدات أيضا موضع شبهة؛ بمعنى "مش مزبوطات" و لهن أهداف غير شريفة: مع أني على حد معرفتي المتواضعة؛ فإن هذا النوع من الفتيات غالبا لا تأتي بمفردها؛ بل تكون معها أخرى أكبر سنا لتتفاوض على كل شيء بالنيابة عنها في حال تم نوع من الاتفاق مع احد الزبائن
- الفتيات الاخريات ينظرن لها بنظرة يا حرام: "شكلها متهاوشه مع صاحبيتها؛ أو شكلو صاحبها لاطعها تستنى"
باختصار؛ يصبح عالم المقهى أو المطعم كله متمحورا حول الفتاة الوحيدة و احتمالات وحدتها المفترضة؛ و تبدأ الفتاه بالشعوربالضيق بسبب هذه النظرات الصامتة ؛ و تبدأ أيضا في السباب بينها و بين نفسها و لعن هذه الساعه التي فكرت فيها بالجلوس وحدها؛ و تبدأ في لعن وحدتها اللعينة التي وضعتها في هذا الموقف الذي لا تحسد عليه.
لست من الشخصيات التي تفضل الوحدة؛ و لكن أحيانا لا تسنح الفرصه لتجد أحدا ترافقه إلى أي مكان؛ و أحيانا أخرى تكون الفتاه الوحيدة بحاجة الى مرافقة ذاتها فقط؛ ليست بحاجة إلى أن تتحدث إلى شخص آخر:أو أن تستمع لتفاهات أحد آخر جالس أمامها إما ليشكو او ليتحدث عن نفسه فقط تفصلها عنه فراغ من الوحدة يمنع الكلمات من الوصول إلى داخلها بحيث لا تتجاوز أذنها فقط و ليس إلى قلبها و روحها ؛ أحيانا نحن بحاجه الى وحده ذاتية مع أنفسنا نختارها بمفردنا؛ و لكننا قد لا نختار ان يكون هذا الانعزال الذاتي بعيدا عن كل الناس في غرفنا مثلا مغلقين الابواب؛ بل ان يكون وسطهم و في قلب التجمع؛ حتى لا ينقطع الخيط الرفيع الذي يربطني بهم؛ أو حتى لا أفقد توازني الإجتماعي إذا ما استمر انعزالي ساريا.
الفتاة الوحبدة قد لا تجرؤبعد اليوم أن تكون وحيدة؛ و لكنها لا تعرف ما تخبئه لها الايام و لا الظروف؛ اتمنى من الله أن لا تبقى وحيدة هكذا "على طول".
حين أجلس كفتاة وحيدة؛ دون رفيقة أو ربما رفيق؛ فالسيناريوهات المحتملة هي كالآتي:
- أن تكون جالسة في أمان الله؛ و يكون أمامها شاب وحيد أيضا: يتعثر بين مرحلة المراهقة و مرحلة الرجولة؛ يدخن سيجارته التي غالبا ما تكون الدخان المتعارف عليه في الأردن؛ و المعروف لدى الجميع "فايس روي"؛ يجلس مقابلها و يسدد نظراته التي تتراوح بين أنا معجب بك؛ و بين أنا سعيد لأنك جالسة لوحدك فهذه فرصتي لكي "أزبطك"؛ بدخاني و نظراتي معا.
- أن تكون الوحيدة جالسة على طاولة على الرصيف مثلا؛ ليلاحظها شاب مراهق مستعرض أخر؛ و يبدأ ذارعا الرصيف جيئة و ذهابا ؛ بإلقاء النكات التي لا معنى لها؛ و مخاطبة صديقه الآخر على الرصيف شاتما صديقا مشتركا لهما غير موجود؛ و مسنرسلا في وصف غباء هذا الصديق بصوت عال؛إلى جانب استعراض بطولاته الفردية بشكل لافت؛ هذا النوع يخاطبك قائلا:"أنا هنا و مدرك لوجودك؛ أنا جدع تراني ها؛ لا تخسريني"
- أن تكون الوحيدة من قرية ما؛ تدرس في مدينة ما؛ تذهب ذات يوم إلى مطعم ما في مرة ما؛ لتكتشف أن الشاب الذي تراه كل يوم تقريبا في الباص الذي يقلها إلى قريتها؛ يعمل نادلا في المطعم؛ تختار الطابق الثاني –باعتباره طابقا مخصصا للعائلات – لتجلس به في هدوء ليقوم النادل بالصعود و الهبوط دوريا؛ لربما مره كل خمس دقائق و ذلك لكي: يذكرها بأنه هنا-اشارة أنا موجود ديري بالك ها- و ليتأكد من الشاب الذي لا بد بأنها تنتظره –هاظ عشان أذلك فيه و أمسكه عليكي زله.
-النادل يعاملها بلطف زائد ؛ و يوصي بها الباقين – لربما لأنها وحيده أو لهدف تزبيطها أيضا
- المارون في الشارع لا يكفون عن النظر إليها و الاستغراب- لماذا هي وحيده؟؟
- النساء الجالسات مع أزواجهن ؛ لا يكففن عن النظر إليها في قلق؛ و تشغيل الحواس الخمس و الألف أيضا؛ و مراقبة أزواجهن الثقه: هاي لحالها الله أعلم شو ببالها؟
- الآن خطر لي خاطر: أنه لربما كانت الوحبدات أيضا موضع شبهة؛ بمعنى "مش مزبوطات" و لهن أهداف غير شريفة: مع أني على حد معرفتي المتواضعة؛ فإن هذا النوع من الفتيات غالبا لا تأتي بمفردها؛ بل تكون معها أخرى أكبر سنا لتتفاوض على كل شيء بالنيابة عنها في حال تم نوع من الاتفاق مع احد الزبائن
- الفتيات الاخريات ينظرن لها بنظرة يا حرام: "شكلها متهاوشه مع صاحبيتها؛ أو شكلو صاحبها لاطعها تستنى"
باختصار؛ يصبح عالم المقهى أو المطعم كله متمحورا حول الفتاة الوحيدة و احتمالات وحدتها المفترضة؛ و تبدأ الفتاه بالشعوربالضيق بسبب هذه النظرات الصامتة ؛ و تبدأ أيضا في السباب بينها و بين نفسها و لعن هذه الساعه التي فكرت فيها بالجلوس وحدها؛ و تبدأ في لعن وحدتها اللعينة التي وضعتها في هذا الموقف الذي لا تحسد عليه.
لست من الشخصيات التي تفضل الوحدة؛ و لكن أحيانا لا تسنح الفرصه لتجد أحدا ترافقه إلى أي مكان؛ و أحيانا أخرى تكون الفتاه الوحيدة بحاجة الى مرافقة ذاتها فقط؛ ليست بحاجة إلى أن تتحدث إلى شخص آخر:أو أن تستمع لتفاهات أحد آخر جالس أمامها إما ليشكو او ليتحدث عن نفسه فقط تفصلها عنه فراغ من الوحدة يمنع الكلمات من الوصول إلى داخلها بحيث لا تتجاوز أذنها فقط و ليس إلى قلبها و روحها ؛ أحيانا نحن بحاجه الى وحده ذاتية مع أنفسنا نختارها بمفردنا؛ و لكننا قد لا نختار ان يكون هذا الانعزال الذاتي بعيدا عن كل الناس في غرفنا مثلا مغلقين الابواب؛ بل ان يكون وسطهم و في قلب التجمع؛ حتى لا ينقطع الخيط الرفيع الذي يربطني بهم؛ أو حتى لا أفقد توازني الإجتماعي إذا ما استمر انعزالي ساريا.
الفتاة الوحبدة قد لا تجرؤبعد اليوم أن تكون وحيدة؛ و لكنها لا تعرف ما تخبئه لها الايام و لا الظروف؛ اتمنى من الله أن لا تبقى وحيدة هكذا "على طول".
هناك 16 تعليقًا:
فس شغلة نفسي افهمها ...
لما شب يعجب ببنت ببلش مسبات على شب تاني .. وبصيير يعلي صوتو بالحكي .. وبتحسيه مو مركز حتى لو ما اطلع عليكي .. وبصير يعمل كل الحركات الي بتلفت الانتباهة ..
طيب يعني ليه المسبات؟؟بتخليهم رجال بنظرنا مثلا؟؟؟
ولوووووووووووووووووووول على الي من نفس القرية .. ترا اه هههههههههههه
وعلى فكرة .. انا بعتبرها قوة شخصية انو البنت او الشب يروحو على مطعم او مكان عام ويجلسو وحيدين .. كتير صعب بنت تروح تقعد لحالها لسا اصعب من الشب بنظري .. بس بدل على قوة الشخصية والثقة بالنفس ...
انا كتير احيان بكون وحيدة بس ما بطلع من البيت .. الطلعة بناسها مو وين بروح .. فلو مو معي على الفاضي انسي ما بتطلع حلوة ..
والله يصبرك يا قمر وان شاء الله انو كلو فدا العلم ههههههههههههه
:: معلمة بتحكي معك .. ايوةةةة ::
ههههههههههههه
هي هيك الحياة
متل هاي المفاهيم عند الناس عموماً موجودة من عام الف وتسعمية وخشبة.
ويمكن اكتر فكرة غالبة هي فكرة "مش مزبوطة" ..لكن برايي انو كلام الناس مش مهم..
اعملي اللي براسك وما يهمك حد
ويا ستي لو كنتي مية مية...لا بد والا الناس تحكي...خلص هيك متعودين.
صارت عادة
الله بعين .. :D
هاي مياسي
افهمك تماما انشاء الله لن تكوني وحيده لفترة طويله انا مثلك باخرج من العمل جائعه جدا و ما ان اوصل للمطعم تلاقي الجرسون بيتلكع علشان يجيب المينو فاكر ان معايا حد او منتظرة حد و الناس بتبص باستغراب و فيه مطعم معين مش عارفه صاحبة ليه بيصمم يبعت لي قهوة بعد الاكل مع اني ما طلبتش اهو استهبال و السلام .. ده واقع المجتمعات العربية لازم و لابد و حتما تاخدي معاكي جواز سفر قصدي راجل
تحياتي
في هاي صح يا ميسو وكانت تصير معي كتير .... بس يمكن لانه احنا عالم ما نعرف شو يعني خصوصيه وحب انك تنفرد مع حالك للتفكير لانه الكل داخل ببعضه ةوي ما بيحكوا احنا عالم عشريه بس بطريقه مؤذيه احيانا ....
أسفه ميسو حطيت اسمك العتب على العمر صرت 30 سنه من اسبوع يعني العمر عبر شو بدنا نعمل بس لاتحكي لحدا هه..
مياسى
******
مازلنا كمجتمعات شرقيه نشغل بالنا بالاخريين..زى هى قاعده لوحدها ليه؟؟ او ايه اللى هو لابسه ده مشجر على كاروهات!!! او مثلا ايه اللى هو لابسه ده مش ماشى مع سنه خالص!!!
صدقينى هذا يحدث دائما للرجال و النساء..بس يمكن مع النساء اكثر شويه
و خصوصا لو كانو على قدر من الجمال
بس كل ده منبعه الفراغ التى يتمتع به الكثيرين و ليس لهم شغله ولا مشغله الا ملاحظة الاخريين..فلا يوجد شئ اخر يفعلونه
تحياتى
الرجال معذورون سيدتى أمام هذا الطوفان (المتعمد) من الاناقة والجمال من قبل الجنس اللطيف
لو أن البنات تأملن فى مايفعلن فى أنفسهن .. ستجدى الاجابة منطقية .. بالاخص لو أن الفرصة فتاة وحيدة
أنا عارفه يا براء؛ و لا حركات الدخان هاي اشي تاني
هي فعلا مش سهلة ابدا تروحي تقعدي لحالك في مطعم حتى الواحد لما يروح عالسوق لحالو بحسها صعبه
الله بعين بيرو:)
محمد
مزبوط حكيك والله و مع هيك ما حدا حال عن حدا؛ كلها بدها منك بشكل أو بآخر
يسلمو عالدعم:)
someone in life
هي هاي عليكي نور؛ جواز السفر عفوا الراجل يعني
حلوه قهوة بعد الأكل؛ طريقه جديده في التزبيط:)
سوزان
يييه العمر كلو ان شالله سوزان؛ شو ثلاثين ما ثلاثين بعدك صغيره بأول شبابك
خربطي زي ما بدك أم عبوده خدي راحتك عالآخر:)
بتهيألي هاي الشغله بتصير مع كل البنات كان الله بالعون
صباح الخير يا مصر
فعلا احنا عيونا عاللي بيعملوه غيرنا مش ع اللي بنعملو احنا؛ فاضيين أشغال و بس
شريف
بعدين معك؟؟ دايمن الحق عالبنات وين يروحو طيب يقعدو عشان ما حد يشوفهم؟؟
أنا معك في الطوفان بس أنا مش نوع الطوفان بتاتا؛ يعني ما بكون شايفه حد بعيني أصلا
و الله يا مياسي انتي بتحكي عن واقع اجتماعي مش حالات فردية
بس أحكيلك كمان شخصية البنت كمان الها دور كبير بهاي المواقف
و المشكله مشان أكون صريح معك انه بعض النماذج من البنات بساهموا بتكريس هاي الصورة .. و انتي بتعرفي انه حتى لو كانت حالات معدودة على اليد لكنها كافية انها تكرس الصورة الخطأ لدرجة تعميمها في مجتمع مثل مجتمعنا
و بعتذر على التعليق المتأخر .. أرجوا انه ما يكون متأخر كثير
أمجد
صح حكيك؛ في دايمن نماذج بتكرس من الطرفين
شو تأخير ما تأخير؟؟ امتى ما بدك تعال:)
ربماهي مجبرة ان تكون وحيدة حتى بين اهلهاتبحث في وجوه الناس عن معاني كثيرة لاتجدها
إرسال تعليق